مؤتمر الشباب المحلي حول تغيّر المناخ يعزّز دور الشباب الفلسطيني في قيادة العمل المناخي
رام الله، 8 أغسطس 2024 – نظّمت شبكة الأصوات الخضراء للشباب العربي مؤتمر الشباب المحلي المعنيّ تغيّر المناخ (LCOY فلسطين) يومي 6 و7 أغسطس 2024 في تكنو بارك بيرزيت. جاء هذا الحدث المتميز بقيادة أعضاء الشبكة من فلسطين وبرئاسة مؤسسها لؤي الأطرش، وبالتعاون مع عدد كبير من المؤسسات الوطنية والدولية. جمع المؤتمر أكثر من 300 مشارك من ناشطين بيئيين، أكاديميين، وصنّاع قرار من مختلف أنحاء فلسطين، بهدف تمكين أصوات الشباب الفلسطيني وتعزيز تعاونهم لوضع استراتيجيات ملموسة لمواجهة تغيّر المناخ على المستوى المحلي.
المؤتمر الذي ينظم في العديد من الدول عبر العالم على المستوى المحلي يأتي تحت مظلة دائرة الأطفال والشباب الرسمية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (YOUNGO) ويهدف إلى جمع أفكار الشباب وأصواتهم لتقديمها في قمة المناخ COP عبر الخروج بورقة توصيات ترسل بعد انتهاء الفعالية وما نتج عنها من توصيات.
ركز المؤتمر على التحديات المناخية التي تواجه فلسطين، خصوصًا تأثير تغيّر المناخ على الأمن المائي والزراعي وتدهور الأراضي. أظهرت البيانات البيئية خلال العقدين الماضيين ارتفاعًا واضحًا في درجات الحرارة السنوية، ما ينذر بتفاقم الأزمات المناخية والاجتماعية، خاصة في غزة التي تعاني من أزمة إنسانية وبيئية متزايدة بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة عليها والحصار المطبق عليها منذ سنين.
حمل المؤتمر شعار “العدالة المناخية: تغيّر المناخ في غزة والمسار نحو تحقيق العدالة”، لتسليط الضوء على التأثيرات غير المتكافئة للتغيّر المناخي على الفلسطينيين، لا سيما في غزة والضفة الغربية. ناقش المشاركون الأبعاد البيئية والاجتماعية لهذا الوضع، مع التركيز على أهمية توفير الدعم للشباب الفلسطيني لتمكينهم من مواجهة هذه التحديات وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة.
شهد المؤتمر تنظيم مجموعة متنوعة من الجلسات الحوارية والأنشطة التفاعلية التي تناولت مواضيع متعددة وشملت أكثر من 17 جلسة، منها تحليل الوضع البيئي في فلسطين، العدالة المناخية وتأثيرها على الفلسطينيين، والتحديات المناخية في قطاعات المياه والطاقة والزراعة. كما تم استعراض استراتيجيات التكيّف مع تغيّر المناخ، وتسليط الضوء على دور التكنولوجيا وريادة الأعمال في دعم الاستدامة.
كان للنساء حضور بارز في فعاليات المؤتمر، حيث نوقشت سبل تعزيز إدماج النساء الفلسطينيات في العمل المناخي، وتمكينهن للمساهمة في النقاشات واتخاذ القرارات المتعلقة بتغيّر المناخ.
ساهمت عدة جهات مانحة دولية ومحلية في تمويل المؤتمر، ما مكّن من توفير الموارد اللازمة لإقامته بنجاح. شملت الجهات المانحة منظمة أوكسفام (Oxfam)، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، اتحاد المزارعين الفلسطينيين، ومؤسسة “أنقذوا الأطفال” بالإضافة إلى دعم بنك فلسطين.
تعاونت شبكة الأصوات الخضراء للشباب العربي مع مجموعة من الشركاء المحليين والدوليين لإنجاح هذا الحدث. شملت قائمة الشركاء جهات رئيسية هي: سلطة جودة البيئة (EQA)، وسلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية (PENRA)، وزارة الزراعة الفلسطينية (MOA)، شبكة المنظمات البيئية الفلسطينية (PENGON)، وشبكة المياه الفلسطينية (PWWN). كما شاركت في التنظيم جهات أكاديمية وبحثية مثل معهد الأبحاث التطبيقية (ARIJ) وجامعة بيرزيت، بالإضافة إلى منظمات بيئية وتنموية بارزة مثل “طبيعة فلسطين”، “البناء الأخضر”، وجمعية الحياة الخضراء.
اختتم المؤتمر بجلسة عرض قصص نجاح ملهمة لشباب فلسطينيين قادوا مبادرات بيئية وريادية ناجحة. وتم التأكيد على أهمية استثمار طاقات الشباب في قيادة العمل المناخي، ودعوة المؤسسات المحلية والدولية إلى توفير الدعم اللازم لهم.
يمثّل مؤتمر الشباب حول تغيّر المناخ خطوة رائدة في مسار تعزيز وعي الشباب الفلسطيني بالقضايا المناخية، ووضع فلسطين في موقع ريادي ضمن الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق العدالة المناخية. يبرز هذا المؤتمر الدور المحوري للشباب في صياغة مستقبل مستدام، ويوجّه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي حول أهمية دعمهم وتمكينهم لإحداث تغيير حقيقي.
الجدير بالذكر أنه خلال عام 2024، دعمت شبكة الأصوات الخضراء للشباب العربي المؤتمرات المحلية الشبابية في اليمن وعُمان ولبنان وكذلك تنظّم الشبكة لمؤتمر شبابي إقليمي عبر الإنترنت في شهر أكتوبر 2024 بمشاركة ممثلين من دول عربية مثل اليمن، العراق، عُمان، السودان، سوريا، ولبنان. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعاون بين الشباب العربي في مواجهة التحديات المناخية المشتركة، وتبادل الخبرات لوضع استراتيجيات فعّالة لتحقيق العدالة المناخية.
